سيرة النبي صلى الله عليه وسلم
سيرة النبي صلى الله عليه وسلم
اسمه ونسبه
مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد
المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصي بن كلاب بن مرة
بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ابن مالك بن
النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة
بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ثم اختلفت الروايات من بعد عدنان
إلى إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام.
مولده
كان مولده
صلى الله عليه وسلم في عام الفيل. وفي ذلك الوقت كان يحكم اليمن رجل من
الحبشة إسمه أبرهة الأشرم وكان كافرًا، إغتاظ لما رأى الناس يذهبون إلى مكة ولا
ياتون إليه ويسمع عما يحصل من خير هناك فأراد ان يهدم الكعبة، وليصرف
الناس عنها ويأتوا إليه ببناء معبد عظيم مرصع بالجواهر.
ثم جهز
جيشًا عظيمًا يتقدمه الفيلة فلما علمت القبائل العربية انه يريد هدم الكعبة
كانوا كلما مر من امام قبيلة خرجوا إليه لمحاربته ولأن الفيلة كانت في
مقدمة الجيش لم يستطيعوا أن يوقفوه ويمنعوه مما يريد حتى وصل إلى مشارف مكة.
وما أن حاول الجيش أن يقترب متهيئًا للدخول حتى برك الفيل وقعد فبعثوه
فأبى فضربوه فابى، فوجهوه إلى اليمن راجعًا فقام يهرول ووجهوه إلى الشام
ففعل مثل ذلك وإلى المشرق ففعل مثل ذلك فوجهوه إلى الحرم فأبى، فأرسل
الله طيرًا من البحر وكان مع كل طير ثلاثة احجار حجران في رجليه وحجر
في منقاره، فرموا الحجارة على الجيش فهلكوا ولم يدخلوا الحرم. قال القرطبي:
"وكان أصحاب الفيل ستين الفًا". ففي ذاك العام ولد سيدنا محمد صلى
الله عليه وسلم في مكانٍ يُعرَفُ بِسوقِ الليل. قال بعض العلماء: كانت قصة
الفيل توكيدًا لأمره وتمهيدًا لشأنه. وسمي بعام الفيل لأن العرب كانوا يسمون
العام بأشهر حادثة حصلت فيه.
امه ءامنة بنت وهب
بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة، ولقد ظهرت قبل ولادته البشائر التي
تدل على رفعة شأنه، منها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حملت به
ءامنة بنت وهب كانت تقول ما شعرت أني حملت به، ولا وجدت له ثقلة كما تجد
النساء، وأتاني ءات وأنا بين النائم واليقظان فقال: هل شعرت انك حملت ؟
فكأني أقول ما ادري، فقال: إنك قد حملت بسيد هذه الأمة ونبيها.
وقال بعض
العلماء ممن الف في قصة المولد الشريف أن ءامنة بنت وهب حملت برسول الله
صلى الله عليه وسلم عشية الجمعة أول ليلة من رجب وإن ءامنة لما حملت برسول
الله صلى الله عليه وسلم كانت ترى الطيور عاكفة عليها إجلالاً للذي في
بطنها وكانت إذا جاءت تستقي من بئر يصعد الماء إليها إلى رأس البئرإجلالاً
وإعظامًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرت بذلك زوجها عبد الله
فقال: هذه كرامة للمولود الذي في بطنك قالت: وكنت أسمع تسبيح الملائكة
حولي وسمعت قائلاً يقول هذا نور السيد الرسول، ثم رايت في المنام شجرة
وعليها نجوم فاخرة أضاء نورها على الكل وبينما أنا ناظرة إلى نورها واشتعالها
إذ سقطت في حجري وسمعت هاتفًا يقول: هذا النبي السيد الرسول.
ـ نشأته:
نشأ عليه الصلاة والسلام بمكة
يتيماً يكفله جده عبد المطلب وبعده عمه أبو طالب ، وطهره الله من دنس الجاهلية ومن
كل عيب ، ومنحه كل خلق جميل ، حتى لم يكن يعرف بين قومه إلا بالأمين ، لِمَا
شاهدوا من أمانته وصدق حديثه وطهارته .
ـ سفره لبُصرى:
لما بلغ من العمر اثنتي عشرة سنة
خرج مع عمه أبي طالب إلى الشام حتى بلغ بُصرى ، فرآه بحيرا الراهب النصراني ، ولما
رأى عليه مخايل النبوة سأل أبا طالب أن يرجع به إلى مكة خوفاً عليه من اليهود
الذين كانوا بالشام .
ـ حفظ الله له:
كان النبي (صلى الله عليه وسلم)
قد جمع في نشأته خير ما في طبقات الناس من ميزات، وكان طرازًا رفيعًا من الفكر
الصائب، والنظر السديد، ونال حظًا وافرًا من حسن الفطنة وأصالة الفكرة وسداد
الوسيلة والهدف، وكان يستعين بصمته الطويل على طول التأمل وإدمان الفكر، وطالع
بعقله الخصب وفطرته الصافية صحائف الحياة وشئون الناس وأحوال الجماعات، فنأى عن
الخرافات والأباطيل، ثم عاشر الناس على بصيرة من أمره وأمرهم، فما وجد حسنًا شارك
فيه وإلا عاد إلى عزلته العتيدة، فكان لا يشرب الخمر، ولا يأكل مما ذبح على النصب،
ولا يحضر للأوثان عيدًا ولا احتفالاً، بل كان من أول نشأته نافراً من هذه
المعبودات الباطلة، حتى لم يكن شيء أبغض إليه منها، وحتى كان لا يصبر على سماع
الحلف باللات والعُزَّى.
ـ لم تُرَ له عورة :
روى البخاري عن جابر بن عبد الله
قال: لما بنيت الكعبة ذهب النبي (صلى الله عليه وسلم) وعباس ينقلان الحجارة،
فقال عباس للنبي (صلى الله عليه وسلم): اجعل إزارك على رقبتك يقيقك من الحجارة،
فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم أفاق، فقال: (إزاري، إزاري) فشد
عليه إزاره. وفي رواية: فما رؤيت له عورة بعد ذلك.
ـ خلوته في غار حراء:
ذكر ابن إسحاق عن وهب بن كيسان عن
عُبيد بن عُمير قال : كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يجاور في حراء من كل سنة
شهراً من السنة ، يطعم من جاء من المساكين ، حتى إذا كان الشهر الآخر الذي أراد
الله عز وجل به ما أراد من كرامته من السنة التي بعثه فيها وذلك الشهر شهر رمضان ،
خرج إلى حراء كما كان يخرج لجواره ومعه أهله ، حتى اذا كانت الليلة التي أكرمه
الله عز وجل فيها برسالته ورحم العباد به جاءه جبريل بأمر الله تعالى .
ـ حياة السعي والعمل:
في الخامسة والعشرين من العمر
الشريف خرج النبي (صلى الله عليه وسلم) تاجرًا إلى الشام في مال خديجة رضي الله
عنها. قال ابن إسحاق: كانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر
الرجال في مالها، وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم، وكانت قريش قومًا تجارًا، فلما
بلغها عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما بلغها من صدق حديثه، وعظم أمانته وكرم
أخلاقه بعثت إليه، فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرًا، وتعطيه أفضل
ما كانت تعطى غيره من التجار، مع غلام لها يقال له: ميسرة، فقبله رسول الله (صلى
الله عليه وسلم) منها، وخرج في مالها ذلك، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام.
ـ زواجه الأول:
لما بلغ المصطفى (صلى الله عليه
وسلم) خمساً وعشرين سنة تزوج خديجة بنت خويلد والتي كانت تكبره بخمس عشرة سنة ، وكان
ذلك برغبة منها لما رأت من أخلاقه عليه الصلاة والسلام وشمائله الكريمة ما لم تره
عند غيره ، مع أنه (صلى الله عليه وسلم) كان محط آمال فتيات قريش وساداتها ، كلٌ
يُرجِّي مصاهرته ويطمع بها .
عندما كان عمر النبي (صلى الله
عليه وسلم) خمسةً وثلاثين عاماً أعادت قريش ببناء الكعبة؛ وذلك لأن الكعبة كانت قد
تصدعت جدرانها، بسبب سيل عرم انحدر إلى البيت الحرام، فأوشكت الكعبة منه على
الانهيار، فاضطرت قريش إلى تجديد بنائها حرصًا على مكانتها، واتفقوا على ألا
يدخلوا في بنائها إلا طيبًا، فلا يدخلون فيها مهر بغى ولا بيع ربًا ولا مظلمة أحد
من الناس، وكانوا يهابون هدمها، فابتدأ بها الوليد بن المغيرة المخزومى، فأخذ
المعول وقال: اللهم لا نريد إلا الخير، ثم هدم ناحية الركنين، ولما لم يصبه شيء
تبعه الناس في الهدم في اليوم الثاني، ولم يزالوا في الهدم حتى وصلوا إلى قواعد
إبراهيم، ثم أرادوا الأخذ في البناء فجزأوا الكعبة، وخصصوا لكل قبيلة جزءًا
منها.
فجمعت كل قبيلة حجارة على حدة،
وأخذوا يبنونها. ولما بلغ البنيان موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يمتاز بشرف
وضعه في مكانه، واستمر النزاع أياماً، واشتد حتى كاد يتحول إلى حرب ضروس في أرض
الحرم، إلا أن أبا أمية بن المغيرة المخزومى عرض عليهم أن يحكموا فيما شجر بينهم
أول داخل عليهم من باب المسجد فارتضوه، وشاء الله أن يكون ذلك رسول الله (صلى الله
عليه وسلم) ، فلما رأوه هتفوا: هذا الأمين، رضيناه، هذا محمد.
فلما انتهى إليهم، وأخبروه الخبر
طلب رداء فوضع الحجر وسطه وطلب من رؤساء القبائل المتنازعين أن يمسكوا جميعًا
بأطراف الرداء، وأمرهم أن يرفعوه، حتى إذا أوصلوه إلى موضعه أخذه بيده فوضعه في
مكانه، وهذا حل حصيف رضي به القوم.
وقصرت بقريش النفقة الطيبة
فأخرجوا من الجهة الشمالية نحوا من ستة أذرع، وهي التي تسمى بالحجر والحطيم،
ورفعوا بابها من الأرض؛ لئلا يدخلها إلا من أرادوا، ولما بلغ البناء خمسة عشر
ذراعًا سقفوه على ستة أعمدة. وصارت الكعبة بعد انتهائها ذات شكل مربع تقريبًا.
اخلاقه
ـ من أخلاقه الشريفة:
كان النبي (صلى الله عليه وسلم)
يمتاز في قومه بخلال عذبة وأخلاق فاضلة، وشمائل كريمة، فكان أفضل قومه مروءة،
وأحسنهم خلقًا، وأعزهم جوارًا، وأعظمهم حلمًا، وأصدقهم حديثًا، وألينهم عَرِيكة،
وأعفهم نفسًا وأكرمهم خيرًا، وأبرهم عملًا،
وأوفاهم عهدًا، وآمنهم أمانة حتى سماه قومه: الأمين;
لما جمع فيه من الأحوال الصالحة والخصال المرضية.
ومن أخلاقه الشريفة أنه (صلى الله
عليه وسلم) أجود بني آدم على الإطلاق كما أنه أفضلهم وأعلمهم وأشجعهم وأكملهم في
جميع الأوصاف الحميدة. وكان جوده بجميع أنواع الجود: من بذل العلم والمال ، وبذل
نفسه لله تعالى في إظهار دينه وهداية عباده وإيصال النفع إليهم بكل طريق من إطعام
جائعهم ووعظ جاهلهم وقضاء حوائجهم ، وتحمل أثقالهم ، ولم يزل (صلى الله عليه وسلم)
على هذه الخصال الحميدة منذ نشأ ، ولهذا قالت له خديجة في أول مبعثه: والله لا
يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم ، وتقري الضيف ، وتحمل الكل وتكسب المعدوم ،
وتعين على نوائب الحق . ثم تزايدت هذه الخصال فيه بعد البعثة و تضاعفت أضعافاً
كثيرة .
قال المسور بن مخرمة: قلت لأبي
جهل وكان خالي: يا خال هل كنتم تتهمون محمداً بالكذب قبل أن يقول مقالته؟ فقال:
والله يا ابن أختي لقد كان محمد وهو شاب يدعى فينا الأمين، فلما وخطه الشيب لم يكن
ليكذب. قلت: يا خال فلم لا تتبعونه؟ فقال: يا ابن أختي، تنازعنا نحن وبنو هاشم
الشرف, فأطعموا وأطعمنا, وسقوا وسقينا، وأجاروا وأجرنا، فلما تجاثينا على الركب
وكنا كفرسي رهان، قالوا: منا نبي, فمتى نأتيهم بهذه ؟".
كان النبي صلى الله
عليه وسلم أحسن الناس خُلقاً وأكرمهم وأتقاهم ، عن أنس رضي الله عنه قال" كان
النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا" - الحديث رواه الشيخان وأبو داود
والترمذي.
وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت "ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم" - رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.
قال تعالى مادحاً وواصفاً خُلق نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم (( وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ )) [ القلم ]
قالت عائشة لما سئلت رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام ، قالت : ( كان خلقه القرآن) صحيح مسلم.
فهذه الكلمة العظيمة من عائشة رضي الله عنها ترشدنا إلى أن أخلاقه عليه الصلاة والسلام هي اتباع القرآن ، وهي الاستقامة على ما في القرآن من أوامر ونواهي ، وهي التخلق بالأخلاق التي مدحها القرآن العظيم وأثنى على أهلها والبعد عن كل خلق ذمه القرآن.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: ومعنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم صار امتثال القرآن أمراً ونهياً سجيةً له وخلقاً .... فمهما أمره القرآن فعله ومهما نهاه عنه تركه، هذا ما جبله الله عليه من الخُلق العظيم من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم وكل خُلقٍ جميل
عن عطاء رضي الله عنه قال: قلت لعبد الله بن عمرو أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، قال: أجل والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وحرزًا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح بها أعينًا عميًا وآذانًا صمًا وقلوبًا غلفًا - رواه البخاري
وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت "ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم" - رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.
قال تعالى مادحاً وواصفاً خُلق نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم (( وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ )) [ القلم ]
قالت عائشة لما سئلت رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام ، قالت : ( كان خلقه القرآن) صحيح مسلم.
فهذه الكلمة العظيمة من عائشة رضي الله عنها ترشدنا إلى أن أخلاقه عليه الصلاة والسلام هي اتباع القرآن ، وهي الاستقامة على ما في القرآن من أوامر ونواهي ، وهي التخلق بالأخلاق التي مدحها القرآن العظيم وأثنى على أهلها والبعد عن كل خلق ذمه القرآن.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: ومعنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم صار امتثال القرآن أمراً ونهياً سجيةً له وخلقاً .... فمهما أمره القرآن فعله ومهما نهاه عنه تركه، هذا ما جبله الله عليه من الخُلق العظيم من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم وكل خُلقٍ جميل
عن عطاء رضي الله عنه قال: قلت لعبد الله بن عمرو أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، قال: أجل والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وحرزًا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح بها أعينًا عميًا وآذانًا صمًا وقلوبًا غلفًا - رواه البخاري
مكانته
إن لرسول الله الكريم صلى الله
عليه وسلم مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة لم يبلغها أحد من الخلق فهو سيد ولد آدم يوم
القيامة، آدم ومن دونه تحت لوائه صلى الله عليه وسلم.
ولقد أُوتِيَ الشفاعة العظمى التي اعتذر عنها أُولوا العَزْمِ من الرسل والتي اختصه الله بها وآثره بها على العالمين.
- ولقد كَرَّمَهُ ربُّه عزّ وجلّ واختصه بمكرمات جزيلة لم يعطها لأحد من قبله من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وكلُّهم لهم منزلة رفيعة عند الله.
فعن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( فضلت على الأنبياء بِسِت: أُعْطِيتُ جوامع الكَلِم ونُصِرتُ بالرُّعْب وأُحِلَّت لي الغنائم وجُعِلَت لي الأرض طَهُورًا ومسجدًا وأُرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون ) صحيح مسلم (523).
وروى البخاري قريبٌ من هذا. وفي حديث جابر: ( وأُعطيتُ الشفاعة ) البخاري (328) ومسلم ( 521).
- وقال تعالى في بيان منـزلته صلى الله عليه وسلم وبيان صفاته الكريمة: ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ) (التوبة:128(
وقال تعالى: ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) (آل عمران:164(
وقال تعالى: ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) (الجمعة:2(
- وقال تعالى في بيان مَنـزِلَته العظيمة وصفاته الكريمة: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً * وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً ) (الأحزاب45-48)
- وقال تعالى مُنَوِّهاً بِذِكره ومكانته عنده ونعمته عليه: ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ*وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) (الشرح:1-4)
- قال ابن عباس: شرحه بنور الإسلام. وقال سهل: بنور الرسالة. وقال الحسن: ملأه حكمةً وعلماً.
وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ): قال الإمام السعدي-رحمه الله-:( أي نوسعه لشرائع الدين والدعوة إلى الله والإتصاف بمكارم الأخلاق والإقبال على الآخرة وتسهيل الخيرات فلم يكن ضيقاً حرجاً ) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ) ووضعنا عنك وِزرك الذي أثقل ظهرك، كقوله تعالى: ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً (، )وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ(، أي أعلينا قدرك وجعلنا لك الثناء الحسن العالي الذي لم يصل إليه أحد من الخلق فلا يُذكر الله إلا ذُكِر معه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم كما في الدخول في الإسلام وفي الأذان والإقامة والخُطَب وغير ذلك من الأمور التي أعلى بها الله ذِكر رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وله في قلوب أمته من المحبة والإجلال والتعظيم ما ليس لأحد غيرِه بعد الله تعالى فجزاه عن أمَّته أفضل ما جزى نبياً عن أمته ) اهـ انظر تفسير السعدي لهذه السورة.
وأقسم الله بعظيم قَدره فقال: ( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ) (الحجر:72(
- قال ابن كثير رحمه الله: ( أَقسم تعالى بِحياة نبيه صلى الله عليه وسلم وفي هذا تشريف عظيم ومقام رفيع وجاه عريض. قال عمر بن مالك النُّكْرِي عن أبي الجوزاء عن ابن عباس أنه قال: ما خلق الله وما برأ نفساً أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم وما سمعت اللهَ أقسم بحياة أحد غيره. قال الله ( لَعَمْرُكَ إِنَّهُم لَفِي سَكْرَتِهِم يَعْمَهُون ) يقول وحياتك وعمرك وبقائك في الدنيا إنهم لفي سكرتهم يعمهون أي يلعبون. وفي رواية عن ابن عباس يترددون ).
أقول: لله سبحانه وتعالى أن يُقسم بما شاء من مخلوقاته كما أقسم بالضحى والليل والشمس وضحاها والسماء. .. إلخ.
وأما العِبَاد فليس لهم أن يحلفوا إلا بالله و(من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك.(
- وقال تعالى مبيناً عنايته برسوله ورعايته له وحفاوته به ( وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى *وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) (سورة الضحى,(
ولقد أُوتِيَ الشفاعة العظمى التي اعتذر عنها أُولوا العَزْمِ من الرسل والتي اختصه الله بها وآثره بها على العالمين.
- ولقد كَرَّمَهُ ربُّه عزّ وجلّ واختصه بمكرمات جزيلة لم يعطها لأحد من قبله من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وكلُّهم لهم منزلة رفيعة عند الله.
فعن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( فضلت على الأنبياء بِسِت: أُعْطِيتُ جوامع الكَلِم ونُصِرتُ بالرُّعْب وأُحِلَّت لي الغنائم وجُعِلَت لي الأرض طَهُورًا ومسجدًا وأُرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون ) صحيح مسلم (523).
وروى البخاري قريبٌ من هذا. وفي حديث جابر: ( وأُعطيتُ الشفاعة ) البخاري (328) ومسلم ( 521).
- وقال تعالى في بيان منـزلته صلى الله عليه وسلم وبيان صفاته الكريمة: ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ) (التوبة:128(
وقال تعالى: ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) (آل عمران:164(
وقال تعالى: ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) (الجمعة:2(
- وقال تعالى في بيان مَنـزِلَته العظيمة وصفاته الكريمة: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً * وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً ) (الأحزاب45-48)
- وقال تعالى مُنَوِّهاً بِذِكره ومكانته عنده ونعمته عليه: ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ*وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) (الشرح:1-4)
- قال ابن عباس: شرحه بنور الإسلام. وقال سهل: بنور الرسالة. وقال الحسن: ملأه حكمةً وعلماً.
وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ): قال الإمام السعدي-رحمه الله-:( أي نوسعه لشرائع الدين والدعوة إلى الله والإتصاف بمكارم الأخلاق والإقبال على الآخرة وتسهيل الخيرات فلم يكن ضيقاً حرجاً ) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ) ووضعنا عنك وِزرك الذي أثقل ظهرك، كقوله تعالى: ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً (، )وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ(، أي أعلينا قدرك وجعلنا لك الثناء الحسن العالي الذي لم يصل إليه أحد من الخلق فلا يُذكر الله إلا ذُكِر معه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم كما في الدخول في الإسلام وفي الأذان والإقامة والخُطَب وغير ذلك من الأمور التي أعلى بها الله ذِكر رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وله في قلوب أمته من المحبة والإجلال والتعظيم ما ليس لأحد غيرِه بعد الله تعالى فجزاه عن أمَّته أفضل ما جزى نبياً عن أمته ) اهـ انظر تفسير السعدي لهذه السورة.
وأقسم الله بعظيم قَدره فقال: ( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ) (الحجر:72(
- قال ابن كثير رحمه الله: ( أَقسم تعالى بِحياة نبيه صلى الله عليه وسلم وفي هذا تشريف عظيم ومقام رفيع وجاه عريض. قال عمر بن مالك النُّكْرِي عن أبي الجوزاء عن ابن عباس أنه قال: ما خلق الله وما برأ نفساً أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم وما سمعت اللهَ أقسم بحياة أحد غيره. قال الله ( لَعَمْرُكَ إِنَّهُم لَفِي سَكْرَتِهِم يَعْمَهُون ) يقول وحياتك وعمرك وبقائك في الدنيا إنهم لفي سكرتهم يعمهون أي يلعبون. وفي رواية عن ابن عباس يترددون ).
أقول: لله سبحانه وتعالى أن يُقسم بما شاء من مخلوقاته كما أقسم بالضحى والليل والشمس وضحاها والسماء. .. إلخ.
وأما العِبَاد فليس لهم أن يحلفوا إلا بالله و(من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك.(
- وقال تعالى مبيناً عنايته برسوله ورعايته له وحفاوته به ( وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى *وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) (سورة الضحى,(
تعليقات
إرسال تعليق