تأثير الملوثات الهوائية
تلوث الهواء هو تَعَرُّض الغلاف الجوي لمواد كيماوية أو جسيمات مادية أو مركبات بيولوجية تسبب الضرر والأذى للإنسان والكائنات الحية الأخرى،
أو تؤدي إلى الإضرار بالبيئة الطبيعية.
ملوثات الهواء
يُعَرّف ملوث الهواء
بأنه أي مادة في الهواء يمكن أن تسبب الضرر للإنسان والبيئة. ومن الممكن أن تكون
هذه الملوثات في شكل جزيئات صلبة أو قطرات سائلة أو غازات. هذا، بالإضافة إلى أنها
قد تكون طبيعية أو ناتجة عن نشاط الإنسان بحيث تبلغ نسبته في الوطن العربي 40 %. − ويمكن تصنيف الملوثات
إلى ملوثات أولية وملوثات ثانوية. وعادة، ما تكون الملوثات الأولية هي المواد التي
تصدر بشكل مباشر من إحدى العمليات، مثل الرماد المتناثر من ثورة أحد البراكين أو
غاز أول أكسيد الكربون المنبعث من عوادم السيارات أو ثاني أكسيد الكربون المنبعث
من مداخن المصانع. − أما الملوثات الثانوية فهي التي لا تنبعث في
الهواء بشكل مباشر، وإنما تتكون هذه الملوثات في الهواء عندما تنشط الملوثات
الأولية أو تتفاعل مع بعضها البعض. ومن الأمثلة المهمة على الملوثات الثانوية
اقتراب الأوزون من سطح الأرض - والذي يمثل أحد الملوثات الثانوية العديدة التي
تُكَوِّن الضباب الدخاني الكيميائي الضوئي. − ولكن يجب أن نضع في الاعتبار
أيضًا أن بعض الملوثات قد تكون أولية وثانوية في الوقت نفسه، أي أنها تنبعث في
الهواء بشكل مباشر وتكون ناتجة أيضًا عن بعض الملوثات الأولية الأخرى. − ووفقًا لبرنامج الهندسة
والعلوم البيئية في كلية هارفارد للصحة العامة، فإنه ما يقرب من 4% من حالات الوفيات
في الولايات المتحدة يمكن أن تعزو إلى تلوث الهواء. − وتضم الملوثات الأولية الرئيسية
الناتجة عن النشاط البشري ما يلي: − * أكاسيد
الكبريت )أكسيد الكبريت( (SOx) - وبخاصة ثاني أكسيد الكبريت وهو أحد المركبات
الكيميائية المعروفة بالصيغة SO2. ينبعث ثاني أكسيد الكبريت
SO2 من البراكين والعمليات الصناعية المختلفة، وحيث إن
الفحم والبترول يحتويان على مركبات الكبريت، فإن احتراقها ينتج عنه أكاسيد
الكبريت. كما أن التأكسد الزائد لمادة ثاني أكسيد الكبريت SO2 والذي عادة ما يحدث في
وجود مادة محفزة مثل ثاني أكسيد النيتروجين NO2، يعمل على تكوين حمض الكبريتيك
H2SO4، ومن ثم تكوين الأمطار الحمضية. ويعد ذلك أحد الأسباب الداعية
للقلق بشأن تأثير استخدام هذه الأنواع من الوقود كمصادر للطاقة على البيئة.
− * أكاسيد
النيتروجين (أكسيد النيتروجين) (NOx) - وخاصة ثاني
أكسيد النيتروجين، حيث تنبعث هذه المواد من الاحتراق في
درجة حرارة عالية. ويمكن رؤية هذا النوع من الغازات في شكل قباب من الضباب البني
أو سحب ريشية الشكل تنتشر فوق المدن.
ويعد ثاني أكسيد النيتروجين مركبًا كيميائيًا يُشار له بالصيغة
NO2. كما أنه يمثل أحد أنواع مركبات أكاسيد النيتروجين
المتعددة. ويتميز هذا الغاز السام ذو اللون البني الضارب إلى الحمرة بأن له رائحة
قوية ونفاذة. لذا، يعد ثاني أكسيد النيتروجين NO2 من أكثر ملوثات الهواء
وضوحًا.
·
أول أكسيد
الكربون - غاز عديم اللون والرائحة ولا يسبب أي تهيج
للكائن الذي يقوم باستنشاقه إلا أنه غاز سام للغاية. وينبعث أول أكسيد الكربون من
خلال عملية الاحتراق غير الكامل للوقود مثل الغاز الطبيعي أو الفحم أو الخشب. لذا،
تعد عوادم السيارات أحد المصادر الرئيسية لتكون غاز أول أكسيد الكربون.
·
ثاني أكسيد
الكربون (CO2) - هو أحد غازات
الصوبة الزجاجية (غاز الصوبة الزجاجية) والمعروفة أيضًا
بالدفيئة، وينبعث أيضًا هذا الغاز من عملية الاحتراق، إلا أنه يعد من الغازات
الضرورية لـلكائنات
الحية. فهو من الغازات الطبيعية الموجودة في الغلاف الجوي.
·
المركبات
العضوية المتطايرة - تعد المركبات العضوية المتطايرة
VOCs من
الملوثات الخطيرة التي توجد في الهواء الطلق. وفي هذا المجال، عادة ما يتم تقسيم
هذه المركبات إلى أنواع مختلفة من المركبات الميثانية (CH4) والمركبات غير الميثانية
(NMVOCs). ويعد
الميثان أحد الغازات الدفيئة شديدة الفعالية، حيث يساهم في زيادة ظاهرة الاحتباس
الحراري على سطح الأرض. أما المركبات المتطايرة الأخرى من الهيدروكربونات
VOCs فهي
تعد أيضًا من الغازات الدفيئة المؤثرة، ويرجع ذلك إلى الدور الذي تلعبه في تكوين
الأوزون وزيادة فترة بقاء غاز الميثان في الغلاف الجوي. وذلك، على الرغم من أن
تأثير هذه الغازات يختلف وفقًا لنوعية الهواء في المنطقة المحيطة. ومن المركبات
العضوية المتطايرة غير الميثانية NMVOCs بعض المركبات ذات الرائحة النفاذة مثل
البنزين والتولوين والزيلين، والتي يعتقد أنها من المواد المسببة للسرطان؛ حيث قد
يؤدي التعرض طويل المدى لمثل هذه المركبات إلى الإصابة بسرطان الدم. أما أحادي
وثلاثي البوتاديين، فهو يعد من المركبات الخطيرة الأخرى التي عادة ما تصاحب
الاستخدامات الصناعية.
·
الجسيمات
المادية - يُشار إليها باسم الدقائق المادية
Particulate Matter (PM) أو الجسيمات المادية الناعمة. وهذه المواد
عبارة عن جسيمات بالغة الصغر قد تكون صلبة أو سائلة أو عالقة في الغاز. وفي
المقابل، نجد أن مصطلح الأيروسول (دقائق فوق مجهرية من سائل أو صلب معلقة في
الغاز) يشير إلى الجسيمات المادية والغاز معًا. ومصادر هذه الجسيمات قد تكون ناتجة
عن النشاط البشري أو طبيعية. فبعض الجسيمات المادية توجد بشكل طبيعي، حيث تنشأ من
البراكين أو العواصف الترابية أو حرائق الغابات والمراعي أو الحياة النباتية أو
رذاذ البحر. أما الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الحفري في السيارات ومحطات توليد
الطاقة الكهربائية والعمليات الصناعية المختلفة، فقد تساعد أيضًا في تكوين كميات
كبيرة من الرذاذ المحتوي على الجسيمات المادية. وعلى مستوى الكرة الأرضية، نجد أن
كميات الأيروسول الناتج عن الأنشطة البشرية يمثل حاليًا ما يقرب من 10 في المائة
من الكمية الكلية للأيروسول الموجود في غلافنا الجوي. وجدير بالذكر، أن زيادة نسبة
الجسيمات المادية الناعمة العالقة في الهواء عادة ما تكون مصحوبة بمخاطر صحية مثل
الإصابة بأمراض القلب وتعطيل وظائف الرئة، بالإضافة إلى سرطان الرئة.
·
المعادن السامة مثل الرصاص والكادميوم والنحاس.
·
مركبات
الكلوروفلوركربونات (CFC) - وهي من المركبات الضارة جدًا بطبقة
الأوزون وتنبعث هذه المركبات من بعض المنتجات التي
منع استخدامها في الوقت الحالي.
·
الأمونيا (NH3)
- وهي
من المواد التي تنبعث من العمليات الزراعية. وتمثل الأمونيا مركبًا كيميائيًا يعرف
بالصيغة NH3. كما تعرف هذه المادة بأن إحدى خصائصها
الطبيعية تتمثل في أن لها رائحة قوية ونفاذة. وتسهم الأمونيا بشكل كبير في سد
الاحتياجات الغذائية للكائنات الحية على سطح الأرض؛ وذلك من خلال مساهمتها في
تكوين المواد الغذائية والأسمدة. كما أن الأمونيا تعد الأساس الذي تقوم عليه عملية
تصنيع العديد من المستحضرات الطبية، وذلك إما بشكل مباشر أو غير مباشر. وعلى الرغم
من الاستخدام الواسع لمادة الأمونيا، فإن هذه المادة تعد من المواد الكاوية
والخطيرة.
·
الروائح -
وذلك مثل الروائح المنبعثة من القمامة والصرف الصحي والعمليات الصناعية المختلفة.
·
الملوثات المشعة (ملوث مشع) - والتي تنتج
عن التفجيرات النووية والمواد
المتفجرة المستخدمة في الحروب، بالإضافة إلى بعض
العمليات الطبيعية مثل الانحلال
الإشعاعي لغاز الرادون.
أما الملوثات الثانوية
فتضم ما يلي:
·
الجسيمات المادية التي
تتكون من الملوثات الأولية الغازية والمركبات الموجودة في الضباب الدخاني
الكيميائي الضوئي. والضباب الدخاني يعد أحد أنواع تلوث الهواء الذي يعرف في اللغة
الإنجليزية بكلمة smog وهي كلمة مشتقة من كلمتي smoke وfog. وكان الضباب الدخاني
قديمًا ينتج من حرق كميات كبيرة من الفحم في منطقة معينة نتيجة لاختلاط الدخان
وثاني أكسيد الكبريت. أما الضباب الدخاني في العصر الحديث فلا ينتج عادة من احتراق
الفحم، ولكن من المواد الضارة المنبعثة من محركات السيارات والعمليات الصناعية،
حيث تتفاعل هذه المواد في الغلاف الجوي عن طريق ضوء الشمس لتكون مجموعة من
الملوثات الثانوية التي تتحد أيضًا مع الملوثات الأولية المنبعثة مما يؤدي إلى
تكون الضباب الكيميائي الضوئي.
·
اقتراب الأوزون من سطح الأرض (O3)،
وهو الأمر الذي ينتج عن أكاسيد النيتروجين N0x والمركبات العضوية
المتطايرة VOCs. ويعد غاز الأوزون (O3) أحد المكونات الأساسية
لطبقة التروبوسفير في الغلاف الجوي (كما أنه يمثل أيضًأ أحد المكونات الأساسية
لمناطق معينة في طبقة الاستراتوسفير وتعرف هذه المناطق عمومًا باسم طبقة الأوزون).
كما أن التفاعلات الكيميائية والكيميائية الضوئية المرتبطة بهذا الغاز تتحكم في
العديد من العمليات الكيميائية التي تحدث في الغلاف الجوي ليلاً ونهارًا. وعندما
ترتفع نسب تركيز الأوزون بشكل غير عادي عن طريق الأنشطة البشرية (والتي يساهم
احتراق الوقود الحفري بنسبة كبيرة منها)، فإنه يصبح أحد الملوثات الهوائية كما أنه
يمثل أحد مكونات الضباب الدخاني.
·
نترات البروكسياسيتيل (PAN) - تتكون أيضًا هذه المادة
من أكاسيد النيتروجين NOx والمركبات العضوية المتطايرة
VOCs.
وتوجد أيضًا الملوثات
الهوائية الأقل خطورة والتي تضم ما يلي:
·
عدد هائل من الملوثات الهوائية الأقل خطورة، والتي تم التحكم في
بعضها عن طريق إصدار بعض القوانين مثل قانون الهواء النظيف في الولايات المتحدة
الأمريكية وقانون حماية الهواء (Air Frame Work Directive) في أوروبا.
·
مجموعة متنوعة من الملوثات
العضوية الثابتة والتي يمكن أن تتحد مع بعض الجسيمات
المادية.
إن الملوثات العضوية
الثابتة (POPs) هي مركبات عضوية مقاومة للانحلال البيئي من
خلال بعض العمليات الكيميائية والبيولوجية، بالإضافة إلى عملية الانحلال
الضوئي.ونتيجة لذلك، فقد لوحظ أن هذه المركبات توجد في البيئة بشكل مستمر كما أنها
قادرة على الانتقال طويل المدى والتراكم البيولوجي داخل الأنسجة البشرية
والحيوانية والتركيز البيولوجي داخل سلاسل الغذاء، هذا بالإضافة إلى ملاحظة
إمكانية تأثيراتها الخطيرة على صحة الأنسان والبيئة بشكل عام.
تأثير
ملوثات الهواء على الصحة
لقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن 2,4
مليون شخص يموتون سنويًا كنتيجة لبعض الأسباب التي تعزو بطريقة مباشرة إلى تلوث
الهواء، ومنهم 1,5 مليون شخص يموتون من الأمراض التي تعزو إلى تلوث الهواء في
الأماكن المغلقة. Estimated deaths & DALYs attributable to selected environmental
risk factors, by WHO Member State, 2002. كما توضح الدراسات الوبائية أن أكثر من نصف مليون أمريكي
يموتون كل عام بسبب الإصابة بالأمراض القلبية الرئوية والتي يسببها استنشاق الجسيمات الناعمة الملوثة للهواء.[2] وجدير بالذكر أيضًا أن عدد الوفيات الذي يعزو إلى تلوث
الهواء يكون أكبر من عدد الوفيات المرتبط بحوادث السيارات وذلك على مستوى العالم
كل عام. فقد نشر في عام 2005 أن 310,000 من الأوروبيين يموتون
سنويًا بسبب تلوث الهواء. أما الأسباب المباشرة للوفيات المرتبطة بتلوث الهواء
فتشتمل على الإصابة الخطيرة بمرض الربو والتهاب الشعب الهوائية وانتفاخ الرئة
وأمراض القلب والرئة وإصابة الجهاز التنفسي بالحساسية. وقد قدرت وكالة
حماية البيئة الأمريكية أن
المجموعة المقترحة من التغيرات على تكنولجيا محركات الديزل (Tier 2)، يمكن أن تؤدي إلى خفض نسبة
الوفيات بنسبة 12,000 شخص ممن
يموتون في عمر صغير و15,000 ممن يموتون نتيجة الأزمات القلبية و6,000 من الأطفال
المصلما بين بالربو والذين يتم استقبالهم في غرفة الطوارئ و8,900 من المرضى الذين
يدخلون المستشفى وهم مصابون بأمراض متعلقة بالجهاز التنفسي، وذلك كل عام في
الولايات المتحدة الأمريكية.[ادعاء غير موثق منذ 2021 يوماً]إن أسوأ كارثة تلوث حدثت في الهند على المدى القصير في المجتمع المدني كانت كارثة
بوبال عام 1984.[3] فقد أدت الأبخرة الصناعية المتسربة من مصنع يونيون
كاربايد، التابع لشركة يونيون كاربايد الأمريكية
إلى قتل ما يزيد عن 20,000 شخص في الحال وإصابة من 150,000 إلى 600,000 شخص آخرين
في أماكن متفرقة بأجسامهم، ولقد توفي منهم ما يقرب من 6,000 شخص تأثرًا بإصاباتهم.[ادعاء غير موثق منذ 2573 يوماً] كما عانت المملكة المتحدة من أسوأ موجة من الهواء
الملوث عندما ساد لندن في الرابع من ديسمبر الضباب الدخاني الهائل عام 1952.
ففي خلال ستة أيام، توفي ما يزيد عن 4,000
شخص، ثم توفي 8,000 شخص خلال الأشهر التالية لهذه الكارثة.[ادعاء غير موثق منذ 2573 يوماً] كما يعتقد أن حادثة تسرب حراثيم الجمرة
الخبيثة من أحد
معامل الحرب
البيولوجية في الاتحاد
السوفيتي السابق
في عام 1979 بالقرب من منظقة سفيردولفسك الروسية،
قد أدت إلى وفاة المئات من الأشخاص المدنيين.[ادعاء غير موثق منذ 2573 يوماً] أما حادثة تلوث الهواء الوحيدة والتي كانت الأسوأ على
مستوى الولايات
المتحدة الأمريكية فقد وقعت
في دونورا بولاية بنسلفانيا في أواخر أكتوبر عام 1948، وذلك عندما توفي عشرون شخصًا
وأصيب ما يزيد عن 7,000. إن الآثار الصحية الناجمة عن ملوثات الهواء يمكن أن تتنوع
ما بين التغيرات البيوكيمائية والجسدية الطفيفة إلى الإصابة بصعوبة في التنفس أو أزيز الصدر أو الكحة أو الحالات المرضية الخطيرة التي تصيب
الجهاز التنفسي والقلب. وقد يترتب على الإصابة بهذه الأمراض زيادة استخدام الأدوية
الطبية وزيادة عدد الحالات التي تعرض على الأطباء أو التي تستقبلها غرفة الطوارئ
أو التي تدخل إلى المستشفيات، بالإضافة إلى زيادة عدد الوفيات في سن مبكرة. إن
الآثار التي يحدثها سوء نوعية الهواء على صحة الإنسان لا يزال من الصعب إحصاؤها،
ولكنه يؤثر بشكل أساسي على الجهاز التنفسي والجهاز الدوري. ويعتمد رد فعل الفرد
لملوثات الهواء على نوع الملوث الذي يتعرض له الشخص ودرجة التعرض والحالة الصحية
العامة لهذا الفرد، بالإضافة إلى الجينات المكونة لجسمه. ولقد أوضحت إحدى الدراسات الاقتصادية الجديدة التي
أجريت حول الآثار الصحية الناتجة عن تلوث الهواء والتكاليف المرتبطة بذلك في حوض
لوس أنجلوس ووادي سان جاكوين في شمال كاليفورنيا، أن ما يزيد عن 3,800 شخص يموتون
سنويًا في سن مبكرة (وذلك بما يقرب من 14 عامًا أقل عن معدل العمر الطبيعي لهم)؛
ويرجع ذلك إلى أن مستويات التلوث قد تجاوزت بشدة المعايير الفيدرالية المسموح بها.
إن العدد السنوي للوفيات التي تحدث في سن مبكرة تعتبر أعلى بكثير من الوفيات التي
تحدث نتيجة حوادث تصادم السيارات في المنطقة نفسها، والتي يقل معدلها عن 2,000 شخص
كل عام.[4] ويعد عادم الديزل
(DE) أحد العوامل الرئيسية التي تساعد في تلوث
الهواء بالجسيمات المادية الناتجة عن الاحتراق. وفي العديد من الدراسات التجريبية
التي أجريت على مجموعة من الأشخاص، فإنه عن طريق التعرض لكمية مسموح بها من عادم
الديزل داخل حجرة مخصصة لذلك، كان لذلك النوع من العادم دور في الإصابة بالخلل
الوظيفي الحاد في الأوعية الدموية وزيادة تكون الجلطات. وقد يكون ذلك رابطًا
ميكانيكيًا مقبولاً للعلاقة التي تم وصفها سابقًا بين تلوث الهواء بالجسيمات
المادية وانتشار الإصابة بأمراض الأوعية الدموية والوفيات الناتجة عن ذلك.
تلوث
الهواء والتليف الكيسي
لقد أوضحت إحدى الدراسات التي أجرتها جامعة
واشنطن على مدار
عامي 1999 و2000 أن المرضى القريبين من تلوث الهواء بالجسيمات المادية تزداد خطورة
تعرضهم لتفاقم مرض الالتهاب الرئوي وانخفاض الوظائف التي تقوم بها الرئة. ولقد تم
فحص المرضى قبل الدراسة لمعاينة كميات من أنواع معينة من المواد الملوثة مثل بكتريا
الزائفة الزنجارية أو بيركهولدرية
بصلية جديدة، بالإضافة إلى آثارها الاجتماعية
والاقتصادية. ولقد تم وضع المشاركين في الدراسة
في الولايات المتحدة الأمريكية بالقرب من وكالة حماية البيئة. وأثناء هذه الدراسة، تم رصد 117
حالة وفاة مرتبطة بتلوث الهواء. أما الاتجاه العام الذي تمت
ملاحظته فهو أن المرضى الذين يعيشون بالقرب من أو في داخل المدن الكبيرة والعواصم
من أجل أن تكون الخدمات الطبية في متناولهم، ترتفع نسبة الملوثات في جهازهم
التنفسي بسبب زيادة الملوثات المنبعثة في المدن الكبرى. أما مرضى التليف الكيسي الذين هم
في الأساس مصابون بانخفاض في وظائف الرئة، فإن التعرض اليومي للملوثات مثل الدخان
المنبعث من السيارات ودخ benhallamان السجائر والاستخدام الخاطئ لأجهزة التسخين المختلفة من
الممكن أن يضيف بشدة إلى الخلل الذي يصيب وظائف الرئة.Michael Kymisis, Konstantinos Hadjistavrou (2008). "Short-Term Effects Of Air Pollution Levels On Pulmonary
Function Of Young Adults". The Internet Journal of Pulmonary Medicine 9 (2).
مرض
انسداد الشعب الهوائية المزمن
يجمع مرض انسداد الشعب الهوائية المزمن (COPD) بين
مجموعة من الأمراض مثل الالتهاب الشعبي المزمن وانتفاخ
الرئة وبعض
أنواع الربو. وفي الدراسة التي أجريت في عامي 1960 و1961 في أعقاب
حادثة الضباب الدخاني الهائل عام 1952، تمت مقارنة 293 مواطن يعيشون في لندن بحوالي 477 شخص
من قاطني بعض المدن التي تصدر عنها نسب وفيات قليلة بسبب الالتهاب الرئوي المزمن
(مثل مدن جلوسيستر، بيتربورو ونورويش). وكان جميع الأشخاص الذين أجريت عليهم هذه
الدراسة من الذكور الذين يعملون في البريد وتتراوح أعمارهم ما بين 40 و59 عامًا.
وعند المقارنة بالأشخاص القادمين من المدن البعيدة، لوحظ أن الحالات القادمة من
لندن بها نسبة أكبر من الأعراض الحادة التي تصيب الجهاز التنفسي (ومنها الكحة
والبلغم وضيق التنفس) بالإضافة إلى انخفاض كفاءة وظائف الرئة (الحجم الزفيري
الأقصى FEV1 ومعدل قوة التنفس) وزيادة تكون الصديد والنخامة. ولقد
كانت الاختلافات أكثر وضوحًا بين الحالات التي كانت أعمارها تتراوح ما بين 50 و59
عامًا. وحددت الدراسة نطاقها في العمر وعادات التدخين، ومن ثم خلصت إلى أن تلوث
الهواء على المستوى المحلي هو السبب الأساسي للاختلافات التي تمت ملاحظتها. ومن المعتقد أن الكثير من الأمراض مثل التليف الكيسي تظهر بشكل أكبر عند العيش في البيئات التي يغلب عليها
طابع المدن بشكل أكبر وذلك لما يحتويه من مخاطر شديدة على صحة الإنسان. فلقد أظهرت
الدراسات أن المرضى الذين يعيشون في المدن يعانون من الإفرازات الزائدة من المخاط وانخفاض الكفاءة الوظيفية للرئة بالإضافة إلى المزيد من
التشخيصات الخاصة بالالتهاب الرئوي المزمن وانتفاخ الرئة.
الضباب
الدخاني الهائل عام 1952
في أوائل ديسمبر عام 1952، سادت مدينة لندن موجة باردة من الضباب. ونتيجة للبرد الشديد الذي تعرضت له المدينة
في هذه الفترة، قام سكان لندن بإشعال الفحم للتدفئة بشكل أكثر من المعتاد. ولقد
نتج عن ذلك كمية من الهواء الملوث الذي تقابل مع طبقة عكسية تكونت بفعل كتلة كثيفة
من الهواء البارد. ومن ثم تراكمت بشكل كبير النسب المركزة من الملوثات الهوائية
وبخاصة الدخان الناتج عن احتراق الفحم. ومما زاد هذه الكارثة سوءًا استخدام أنواع
من الفحم تفتقر إلى الجودة وترتفع فيها نسبة الكبريت من أجل تدفئة المنازل في
المدينة، وذلك من أجل توفير كميات كافية من الفحم ذي الجودة العالية لتصديره إلى
الخارج؛ حيث كانت البلاد تعاني من ظروف اقتصادية متدهورة بعد الحرب العالمية. ولقد
كان الضباب أو الضباب الدخاني كثيفًا للغاية حتى أن قيادة السيارات كانت من الأمور
الصعبة أو المستحيلة. ولقد كان انخفاض مستوى الرؤية بشكل حاد
مصحوبًا أيضًا بزيادة كبيرة في النشاط الإجرامي؛ بالإضافة إلى تأخر وسائل النقل عن
مواعيدها الطبيعية والتعطيل الفعلي لجميع الأنشطة الحياتية في المدينة. وفي خلال الأربعة
أيام التي استمر فيها الضباب الدخاني، توفي على الأقل 4,000 شخص كنتيجة مباشرة
لهذا الطقس السيء.
الآثار
الناجمة عن التلوث على الأطفال
العديد من المدن الموجودة في مختلف أنحاء
العالم والتي ترتفع فيها نسبة التعرض لملوثات الهواء من الممكن أن يصاب الأطفال الذين
يعيشون فيها ببعض الأمراض مثل الربو والالتهاب الرئوي وبعض أمراض الجهاز التنفسي
الأخرى، هذا بالإضافة إلى انخفاض معدل المواليد. ولقد تم أخذ بعض التدابير
الوقائية للحفاظ على صحة الشباب في بعض المدن مثل نيودلهي بالهند،
حيث أصبحت السيارات تستخدم الغاز الطبيعي المضغوط الذي يساعد في التخلص من الضباب
الدخاني الكثيف. كما أوضحت أبحاث منظمة
الصحة العالمية أن أكبر
نسب تلوث بالجسيمات المادية تكون في الدول التي تعاني من تدهور الاقتصاد وارتفاع
معدل الفقر والكثافة السكانية. ومن أمثلة هذه الدول مصر والسودان ومنغوليا وإندونيسيا. وعلى
الرغم من أن قانون الهواء النظيف صدر عام 1970، فإنه في عام 2002 كان هناك ما لا يقل عن
146 مليون أمريكي يعيشون في مناطق لا يتوفر فيها أي من معايير الملوثات التي تم ذكرها في المعايير القومية لنوعية الهواء
المحيط الصادرة عام 1997. وقد ضمت هذه المواد الملوثة ما يلي: الأوزون والجسيمات
المادية وثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون والرصاص.
وعادة ما يكون الأطفال أكثر عرضة لمخاطر تلوث الهواء نتيجة لأنهم دائمًا ما يكونون
خارج المنزل كما أن منافذ التهوية بالنسبة لهم تكون أصغر حجمًا.
الآثار
الصحية في المناطق النظيفة نسبيًا
حتى في المناطق التي تنخفض فيها مستويات
الهواء الملوث، يمكن أن نجد أن الآثار الناتجة على الصحة العامة قد تكون خطيرة
ومكلفة. ويرجع ذلك إلى أن هذه الآثار يمكن أن تحدث على مستويات منخفضة للغاية ومن
المحتمل أن يستنشق عدد كبير من الأشخاص مثل هذه الملوثات. وفي إحدى الدراسات
العلمية التي أجرتها جمعية الرئة في كولومبيا البريطانية عام 2005، اتضح أن 1 في
المائة من التحسن في مدى تركيز كل من الجسيمات المادية الناعمة البالغ قطرها 2.5
ميكروجرام (PM2.5) وغاز الأوزون في الهواء المحيط، سوف يوفر 29 مليون
دولار من المدخرات السنوية لهذه المنطقة في عام 2010. ولقد اعتمدت هذه النتيجة على تقييم الصحة بالنسبة
للآثار المهلكة التي قد تؤدي إلى الوفاة (معدل الوفيات) والآثار الأقل إهلاكًا
التي قد تؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض (معدل الإصابة ببعض الأمراض.(
وتتنوع ملوثات الهواء حسب طبيعة تأثيرها على الإنسان إلى
أنواع متعددة أهمها
1- الملوثات
السامة: وهي تلك التي تتلف أنسجة الجسم التي تصل
إليها عن طريق الدم ومن أمثلتها مركبات الزرنيخ والزئبق والرصاص.
2- الملوثات
الخانقة: وهي تلك التي تعطل تحقيق الهدف من عملية
التنفس، وأهمها غاز أول أوكسيد الكربون الذي يمنع استخلاص الأوكسجين من الهواء.
وتعتبر الملوثات الخانقة أكثر أنواع
المخلفات انتشاراً، وبالتالي أكثرها خطورة وهي ستظل قائمة ما بقيت السيارات
والطائرات والآلات الأخرى.
ولهذه الملوثات آثار خطيرة، وهي تتسبب
بإجهاد شديد يؤدي إلى كثير من أمراض القلب والصدر وخاصة عند رجال المرور، ولذلك
كثيراً ما يصاب سكان المناطق المزدحمة بالمرور بأعراض التسمم الحاد والصداع، وضعف
الرؤية، ونقص تناسق العضلات، والغثيان, وكثير من الآلام الباطنية.
3- الملوثات
المهيجة: وهي التي تحدث التهاباً في الأسطح
المخاطية الرطبة من الجسم كالأنف والعين ومنها أكاسيد الكبريت التي تكوّن بذوبانها
في الماء حمض الكبريتيك. ومنها أنواع الغبار والأتربة المختلفة التي تهيج الجهاز
التنفسي وتعيق أداءه لمهمته بالشكل الأمثل.
4- الملوثات
المخدرة: وهي التي تخفض ضغط الدم، ونشاط الجهاز
العصبي عن طريق الرئتين، ومن أمثلتها المواد الهيدروكربونية. وتوجد هذه الملوثات
نتيجة احتراق الوقود، ومن القار المستخدم في تعبيد الطرق، كما توجد في دخان
السجائر والتبغ، وهي ملوثات خطيرة جداً وقد تؤدي إلى السرطان والوفاة.
5- الملوثات
الحرارية: لا يقتصر التلوث الهوائي على الإخلال بنسب
الغازات المكونة للهواء أو وجود بعض العوالق الضارة به، وإنما يحدث أيضاً أن يتلوث
الهواء تلوثاً حرارياً نتيجة الحرائق ودخان المصانع وأجهزة تكييف الهواء، ولا يخفى
ما لهذه الملوثات الحرارية من آثار سيئة على صحة الإنسان. وتعتبر حرائق آبار النفط
الكويتية مثالاً واقعياً على الملوثات الحرارية للهواء، فقد أشعلت القوات العراقية
النيران في الآبار الكويتية عند انسحابها من الكويت في فبراير 1991، ولا يخفى مدى
الآثار المدمرة لهذه الحرائق على صحة الإنسان وعلى مكونات البيئة عموماً.
6- ملوثات
الروائح الكريهة: يعتبر من ملوثات
الهواء أيضاً، أية روائح كريهة تنبعث في الأماكن العامة، سواء كان مصدرها إلقاء
القاذورات وتحلل المواد العضوية، أم كان مصدرها احتراق الوقود أياً كان الغرض من
استعماله، وذلك لأن الإنسان يتأذى من استنشاق هذه الروائح فضلاً عما تؤدي إليه من
أضرار صحية.
وتجدر الإشارة إلى أن هواء المدينة أكبر
تلوثاً من هواء القرية، والأمر الخطير هو أنه يوجد في هواء المدينة مجموعة مواد
وعناصر تتضافر مع بعضها، ويقوي بعضها بعضاً، في إحداث الضرر بصحة الإنسان، ومن هنا
تتضح أهمية الحد من التلوث والعمل على مجابهته بكل الطرق والوسائل الممكنة.
أثر تلوث
الهواء على الحيوان والنبات
يتأثر الحيوان بالتلوث كما يتأثر الإنسان،
إما بشكل مباشر أو بتناول نباتات ترسبت عليها ملوثات الجو. ومن الأمثلة المعروفة
تأثر الحيوانات كالأبقار والجواميس بمركبات الفلور التي تسبب تآكل الأسنان، وهزال
الحيوان، ونقص في إدرار اللبن، وكلها تنعكس على اقتصاديات الإنسان نفسه. وينتشر
التلوث بمركبات الفلور في المناطق المجاورة لمصانع الألمنيوم ومصانع الأسمدة
الفوسفاتية. وقد تعرضت كثير من الحيوانات الأليفة للاختناق وماتت نتيجة لامتلاء
منطقة الخليج العربي بسبب الدخان الأسود الناتج عن حرائق النفط الكويتية عام 1991،
وهذا يوضح لنا مدى الأثر المدمر للتلوث الجوي على منظومة الحيوان. ومن ناحية أخرى،
يؤدي التلوث إلى قصور نمو النباتات ونقص المحصول وتغير لون النبات، وينتج ذلك عن
عدة عوامل منها نقص كمية الضوء التي تصل إلى النبات نتيجة لوجود الأتربة في الجو
ونتيجة لترسبها على أوراق النبات، الأمر الذي يؤدي إلى انسداد مسام الأوراق التي
يستعملها النبات في عملياتها الحيوية. كما تسبب الغازات حمضية التفاعل، أضراراً
للنباتات ومنها ثاني أوكسيد الكبريت والغازات المؤكسدة وحمض الإيدروفلوريك، وكلها
تؤثر بشكل سلبي على النبات وتعيق نموه واستمراره في الحياة.[15]
أثر تلوث
الهواء على العقارات والمباني والمنشآت الأثرية
كثيراً ما تتأثر العقارات والأبنية بما
يلوث الجو من غازات وأحماض، فيحدث تغير في ألوان المباني نتيجة لترسب الأتربة
وتفاعل بعض الملوثات مع الألوان المستعملة في الطلاء، مثل مركبات الرصاص، كما
تتآكل المعادن المستعملة في البناء نتيجة لوجود الغازات الحمضية ومن هذه المعادن
الحديد والنحاس. ويلعب الهواء دوراً مهماً في الاعتداء على الآثار التاريخية، حيث
أن الأمر هنا يتعدى الضرر الخاص بأحد الأشخاص، على اعتبار أن هذه الآثار ملك للأمة
وللأجيال القادمة فهي من عناصر التراث الحضاري المشترك للإنسانية، ولذلك ينبغي
المحافظة عليها وصيانتها. والآثار بقيمتها العلمية والتاريخية والأدبية والفنية
الدينية- وإن كانت تعد ملكاً للدولة التي توجد على إقليمها –إلا أنها في ذات الوقت
تعد من عناصر بيئة الإنسان، وهي تعد في نظر المجتمع الدولي جزءاً من التراث
المشترك للإنسانية، التي يجب أن تتضافر جميع الجهود لحمايتها.
أثر تلوث
الهواء على المناخ
لعل هذا الموضوع أضحى من أكثر الموضوعات
أهمية في عصرنا الحالي، وبالتالي فقد حظي باهتمام عالمي واسع النطاق. فلقد تجاوز
فساد الإنسان حدود أرضه وتصاعد التلوث الناشئ عن أعماله إلى عنان السماء، فأصاب
بعض طبقات الغلاف الجوي للأرض، رغم أهميتها بالنسبة لحياته. إن طبقة الأوزون – وهي
طبقة غازية من طبقات الغلاف الجوي تعلو الطبقة المتاخمة لكوكب الأرض – تقوم بدور
أساسي في امتصاص الأشعة فوق البنفسجية التي تضر بالحياة على الأرض. ويؤكد كثير من
العلماء المختصين إن إتلاف طبقة الأوزون أو إحداث ثغرات بها يؤدي إلى آثار ضارة
على الصحة البشرية، وعلى مختلف الكائنات الحية، بل وعلى البيئة المادية أيضاً. وقد
ثبت لهؤلاء العلماء أن بعض العمليات الفيزيائية أو الكيميائية التي تقع في كثير من
البلاد تؤدي إلى نقص تركيز الأوزون في طبقات الجو العليا، مما يؤدي إلى أضرار
كثيرة، نتيجة نفاذ كمية كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية إلى سطح الأرض حيث تؤدي
إلى: أ-بالنسبة للإنسان: زيادة معدل الإصابة بسرطان الجلد والحروق الشمسية
واختلال نظام المناعة، وإصابة عدسة العين بالماء الأبيض. ب-بالنسبة للنبات: يمكن
أن تتأثر المحاصيل الزراعية والغابات وتتلف أو تقل إنتاجيتها، وتضطرب عملية
التمثيل الضوئي. ج-بالنسبة للكائنات البحرية: قد تصاب الأسماك والحيوانات البحرية
بالأذى ويقل إنتاج الأوكسجين من النباتات البحرية المغمورة. د-تغييرات كبيرة في
مناخ الأرض وزيادة درجة الحرارة، وزيادة حدوث الأمطار الحمضية والضباب الحمضي.
وتشير أصابع الاتهام في حدوث ثقب الأوزون إلى عدد كبير من الملوثات التي أدت إلى
هذه المشكلة، ومن هذه الملوثات: 1-عادم الطائرات التي تطير بسرعة أكبر من الصوت،
وذلك لاحتوائه على غازات أكاسيد النتروجين، وكذلك التفجيرات النووية التي تحتوي
على هذه الغازات. 2-تبين أن هذه الأكاسيد النتروجينية تتصاعد في الهواء من سطح
الأرض بنسبة كبيرة جداً عند إحراق الوقود في المصانع ومحطات توليد الطاقة، وكذلك
عند حرق الوقود الصلب المستخدم في إطلاق مركبات الفضاء فهي ذات تأثير مدمر على
طبقة الأوزون. 3-تحتوي غازات الفريون المستخدمة في دوائر التبريد بالثلاجات وأجهزة
التكييف، على مركبات الكلورفلوركربون وهذه تشترك مع أكاسيد النتروجين في تدمير
طبقة الأوزون. وهذه المركبات على قدر كبير من الثبات، ولذلك فهي تبقى في الهواء
لمدة طويلة، وتنحل بعض جزئياتها في طبقات الجو العليا بتأثير الأشعة فوق البنفسجية
معطية بعض ذرات الكلور النشيطة التي تتفاعل بعد ذلك مع الأوزون.
الجهود
المبذولة للحد من خطر التلوث
هناك العديد من التقنيات الحديثة التي
تستخدم للتحكم في تلوث الهواء بالإضافة إلى الاستراتيجيات المتاحة لتخطيط استخدام الأراضي من أجل خفض نسبة تلوث الهواء. وتخطيط استخدام الأراضي
في مستواه الأساسي يتضمن تقسيم المناطق وتخطيط نقل البنية التحتية. وفي معظم الدول
المتقدمة، يعد تخطيط استخدام الأراضي أحد الأجزاء المهمة للغاية في السياسة
الاجتماعية، الأمر الذي يؤكد على أن الأراضي يتم استخدامها بشكل فعال للغاية من
أجل تحقيق المنفعة للاقتصاد الكلي ومصلحة الأشخاص، بالإضافة إلى حماية البيئة. إن
الجهود المبذولة للحد من التلوث الناتج من المصادر المتحركة تتضمن وضع القوانين
الأساسية (العديد من الدول النامية لديها قوانين متساهلة فيما يخص هذا الشأن( وتوسيع
نطاق هذه القوانين لتشمل المصادر الجديدة للتلوث (مثل السفن السياحية وسفن
النقل ومعدات الزراعة والمعدات الصغيرة التي تعمل بالوقود مثل آلة تهذيب الحدائق والمنشار السلسلي ومزلجات الجليد(، بالإضافة إلى زيادة كفاءة الوقود (وذلك مثل
استخدام السيارات
الهجينة (والتحول إلى استخدام الوقود الأكثر نظافة (مثل البيوإيثانول والبيوديزلأو التحول إلى استخدام السيارات الكهربية).
المراجع
1.
ملوثات الهواء (وكالة حماية البية
الأمريكية(
2.
وقد أوضحت إحدى الدراسات
التي قامت بها جامعة بيرمينجهامالعلاقة القوية بين الوفيات الناتجة
عن الإصابة بالالتهاب
الرئوي وتلوث الهواء الناتج عن عوادم السيارات.
3.
Simi
Chakrabarti. "20th anniversary of world's worst industrial
disaster". Australian Broadcasting Corporation.
4.
جريدة لانست.
5.
كمال عبد العزيز. البيئة
والصحة. ص20 ومابعدها.
6.
محمد كمال عبد العزيز.
البيئة والصحة. ص29.
7.
سعد شعبان. تلوث البيئة
وثقب الأوزون. الهيئة المصرية العامة للكتاب. سلسلة العمل والحياة. 2000. ص47 ومابعدها.
8.
المعايير الكندية
الشاملة
تعليقات
إرسال تعليق